أبناء دمشق الأوفياء تجارها، وصناع مجدها الاقتصادي عبر العصور
إنه لمن دواعي الفخر والمسؤولية أن أتولى رئاسة غرفة تجارة دمشق، هذا الصرح العريق الذي لطالما مثّل نبض الأسواق وروح المبادرة والريادة في بلادنا، دمشق التي كانت وستبقى منارة للتجارة والاقتصاد، لم تكن يوماً عابرة في مسيرة التاريخ، بل كانت في طليعة صانعيه.
لقد ورث تجار دمشق عن آبائهم وأجدادهم قامات اقتصادية رفيعة، رسّخت قيم الأمانة والمبادرة والعمل الدؤوب، واليوم، في مرحلة جديدة من تاريخ وطننا، نؤمن أن سوريا تقف على عتبة نهوض اقتصادي حقيقي بعد عقود من القمع والفساد كبّلت فيها الأيدي وأُطفئت فيها الطموحات.
إن المرحلة القادمة تتطلب منّا جميعاً ـ مجلس إدارة وأعضاء هيئة عامة ومؤسسات حكومية ـ العمل بروح الفريق الواحد، واستعادة ثقة التاجر ببيئته الحاضنة، وتحفيز الاستثمار المنتج، وإعادة الإشعاع إلى أسواق دمشق كما عهدناها.
في صميم رؤيتنا، نسعى لإعادة بناء بيئة أعمال عادلة، متوازنة، تقوم على الشفافية وتكافؤ الفرص، وتمكّن الجميع من النجاح دون تمييز أو احتكار، و"بإذن الله" سنكون عوناً لكل تاجر يسعى بصدق لتكبير رزقه وتوسيع أفقه، وسنعمل على تمثيل صوته بقوة في كل المحافل الاقتصادية.
غرفة تجارة دمشق ليست مجرد مؤسسة إدارية، بل هي بيت التاجر، ومنبره، ودرعه في مواجهة التحديات، ومن هنا: نفتح أبواب الغرفة لجميع الآراء والمبادرات البنّاءة، ونعد بأن يكون نهجنا هو الاستماع أولاً، والعمل بجد ثانياً، والتطوير المستمر ثالثاً.
نعاهدكم باسم جميع الأخوة أعضاء مجلس الإدارة الجديدة للغرفة أن نعمل بروح الفريق، واضعين كل ما نملك من خبرة ووقت لمتابعة مشاكل الأخوة التجار وتنفيذ مقترحاتهم، وبأننا لن نوفّر جهداً في سبيل عودة دمشق إلى مكانتها الطبيعية، قلباً نابضاً للتجارة السورية، ومركزاً للحركة الاقتصادية الوطنية والإقليمية، وما ذلك علينا بعزيز، ما دمنا نؤمن أنّ في الاتحاد قوة، وفي الشراكة فُرَص لا تُحصى.
دمشق تستحق، وتجارها أهلٌ لها
والله ولي التوفيق
عصام زهير الغريواتي
رئيس غرفة تجارة دمشق