سوريا وقد تحررت من قيود النظام البائد، وأضحى اقتصادها حرّاً تنافسياً يسعى للنهوض والتطور والانفتاح، يأتي افتتاح معرض موتكس – خان الحرير في دورته الجديدة متزامناً مع زمن الحرية وسوريا الجديدة، ليكون هذه المرة بطعم جديد، ونكهة مميزة، وبروح متفائلة من جميع المشاركين، سواء من الصناعيين أو التجار أو المصدّرين.
ليس جديداً على سوريا تميزها وعراقتها في صناعة وتجارة الأقمشة والألبسة، فقد كانت جزءاً من طريق الحرير العالمي، ومن رحلة الشتاء والصيف المباركة، وكان الحرير جزءاً من تراثها، فيما جاء القطن من بين أفضل الأنواع عالمياً ليمنح صناعتها ميزات تنافسية كبرى.
لطالما اشتهر صناعيو سوريا وتجارها بحنكتهم وبراعتهم في تصنيع الأفضل وتصدير الأجود.
ويأتي معرض هذا العام، الذي أقيم برعاية كريمة من الدكتور نضال الشعار وزير الاقتصاد والصناعة، وبتنظيم مشترك عالي المستوى في التنسيق والتعاون بين غرفتي التجارة في دمشق وحلب، مراكز هذه الصناعات النسيجية ومحور تجارتها وتصديرها، مختلفاً في توقيته ومكانه ورسالته.
فتوقيته جاء متزامناً مع استكمال انفتاح سوريا على بلدان العالم اقتصادياً واستثمارياً، ومع ولادة نهج اقتصادي مشجع ومرحّب بالعمل الاقتصادي المشترك، ومصحوب بجملة من الحوافز والميزات.
أما مكانه، فجاء في قلب دمشق عاصمة التجارة والاقتصاد، وبنبض واحد مع حلب الشهباء عاصمة الصناعة السورية، ليحمل في طياته معاني الوحدة السورية لاقتصاد متين ومتجدد.
ورسالته هي أن سوريا خرجت من عزلتها القسرية، وبدأت درب التعافي والنهوض، وانفتحت على كل ما هو متطور وحديث في عالم الأعمال.
لقد عانى القطاع النسيجي كثيراً في الفترة الماضية رغم أنه يشكل قسماً مهماً من الصناعات التحويلية السورية، ورغم تقلص صادرات الألبسة والأقمشة آنذاك، إلا أنها اليوم وبعزيمة أصحابها تسابق الزمن لتعود إلى مكانتها المرموقة في الأسواق العربية والأجنبية، سواء من ناحية الجودة والموضة أو من ناحية تنافسية الأسعار.
وسيشارك في المعرض حوالي 220 شركة سورية مرموقة من المنتجين والمصدّرين للمنتجات النسيجية، حيث ستعرض أفضل نتاجها للزائرين العرب والأجانب تحت سقف واحد. وسيكون المعرض فرصة ذهبية لتبادل الخبرات، وإبرام الصفقات، ودراسة الأسواق الجديدة الواعدة.
إن غرفة تجارة دمشق، كغيرها من الغرف الصناعية والتجارية في دمشق وحلب، كانت من الداعمين الأساسيين لإقامة هذه الدورة الجديدة من هذا المعرض العريق والمتميز لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، لتؤكد من خلاله دعمها وتشجيعها لإعادة انطلاق القطاع الخاص السوري في مسيرته الجديدة، وهي مع باقي الغرف الشقيقة تؤكد أنها مع كل جهد تسويقي مرموق للترويج للمنتجات السورية، وتمكينها من ولوج الأسواق الجديدة الواعدة، وتحقيق الفائدة المعتبرة لصاحب الأعمال السوري وللاقتصاد الوطني، من خلال التشغيل والعمالة، والقيم المضافة، وحصيلة الصادرات والقطع الأجنبي.
ونتطلع أن يحقق هذا المعرض النجاح المطلوب، وأن يكون نقطة انطلاق لمعارض تخصصية داخل سوريا وخارجها بإذن الله، وهو ما نصبو إليه جميعاً، وما يعدّ من مهام ومسؤوليات غرف التجارة والصناعة الأساسية، ورسالتها الاقتصادية والوطنية الجليلة في الترويج للمنتج المحلي السوري تحت شعار: صنع في سوريا.
ختاماً، نتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة من جهات راعية وداعمة ومشاركة، وللجان المنظمة التي واصلت عملها الدؤوب ليظهر المعرض بحلته المتميزة، ويبقى الشكر الأكبر للمشاركين، فلولاهم لما ظهر المعرض بهذا الإتقان والجودة، وللزوار العرب والأجانب نتمنى كل النجاح في زيارتهم، وكل التوفيق في أعمالهم.